في حادث مروع هزّ محافظة السويس المصرية، اندلع حريق هائل صباح اليوم في منطقة بناء السفن بحي عتاقة، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة وإصابة شخص على الأقل، إضافة إلى تفحم عدد من المراكب بالكامل. وحتى هذه اللحظة، لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء الحريق، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء للسيطرة على النيران ومنع امتدادها.
حريق كارثي يلتهم مراكب في منطقة بناء السفن بالسويس
شهدت منطقة بناء السفن بحي عتاقة تصاعدًا كثيفًا لألسنة اللهب صباح اليوم، حيث انتشرت النيران بسرعة كبيرة، ملحقة أضرارًا هائلة بالمراكب الموجودة في المكان، سواء التي كانت قيد الإنشاء أو الصيانة. وأكدت مصادر محلية أن الحرائق التهمت عددًا كبيرًا من المراكب الخشبية والمعدنية، مما أدى إلى خسائر مالية ضخمة قد تصل إلى ملايين الجنيهات.
إصابة شخص على الأقل وجهود مكثفة للسيطرة على الحريق
وفقًا للمعلومات الأولية، فقد أسفر الحريق عن إصابة شخص واحد على الأقل بحروق متفاوتة، فيما لم ترد أنباء عن سقوط قتلى حتى الآن. وعلى الفور، هرعت فرق الحماية المدنية في السويس إلى موقع الحريق، مصطحبة عددًا كبيرًا من سيارات الإطفاء لمحاولة احتواء النيران قبل انتشارها إلى المناطق المجاورة.
وقد استمرت عمليات الإطفاء لساعات متواصلة، وسط صعوبة في السيطرة على ألسنة اللهب نظرًا لطبيعة المواد القابلة للاشتعال الموجودة في المكان، والتي ساهمت في تفاقم الحريق وانتشاره بسرعة غير مسبوقة.
تحقيقات موسعة للكشف عن أسباب الحريق الغامض
حتى الآن، لم يتم الكشف عن السبب الفعلي وراء اندلاع هذا الحريق الكارثي، لكن الجهات المختصة بدأت تحقيقات عاجلة للوقوف على ملابسات الحادث. وتتجه الأنظار نحو عدة احتمالات، أبرزها:
- تماس كهربائي قد يكون السبب الرئيسي في اشتعال النيران.
- خطأ بشري أثناء عمليات الصيانة أو البناء في المنطقة.
- إهمال في إجراءات السلامة أدى إلى تفاقم الحريق وعدم القدرة على احتوائه في بدايته.
ردود أفعال غاضبة ومطالبات بمحاسبة المسؤولين
أثار الحادث حالة من القلق والاستياء بين العاملين في قطاع بناء وصيانة السفن في السويس، حيث طالب العديد منهم بضرورة إجراء تحقيقات شفافة لكشف الأسباب الحقيقية للحريق، مع اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلًا.
كما دعا عدد من أصحاب المراكب المتضررة إلى محاسبة المسؤولين عن أي تقصير في إجراءات السلامة، خاصة أن السويس تُعد واحدة من أهم الموانئ البحرية في مصر، ويعتمد عليها عدد كبير من العاملين في قطاع الملاحة وصناعة السفن.
السويس.. نقطة محورية في صناعة السفن والملاحة البحرية
تُعد محافظة السويس واحدة من أهم المحافظات المصرية ذات الأهمية الاستراتيجية والبحرية، نظرًا لموقعها الفريد المطل على قناة السويس، حيث تزدهر فيها صناعة السفن والملاحة البحرية، مما يجعل أي حادث من هذا النوع يشكل تهديدًا مباشرًا لهذا القطاع الحيوي.
ويأتي هذا الحريق ليُسلط الضوء على أهمية تعزيز معايير السلامة في ورش بناء وإصلاح السفن، خاصة في ظل التحديات المستمرة التي تواجه هذا القطاع بسبب المخاطر المرتبطة بالمواد القابلة للاشتعال والمعدات المستخدمة في عمليات الصيانة والبناء.
ختامًا.. انتظار نتائج التحقيقات واتخاذ التدابير اللازمة
بينما تستمر فرق التحقيق في تحليل الأدلة وجمع المعلومات حول الحريق، يبقى الجميع في ترقب لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الكارثة، وما إذا كانت هناك شبهة إهمال أو تقصير قد ساهمت في اندلاع الحريق.
وفي الوقت ذاته، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في تدابير الأمان والسلامة داخل المنشآت الصناعية والبحرية في السويس، لضمان عدم وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا، وحماية الأرواح والممتلكات في هذه المنطقة الحيوية.